بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها قوات "حفتر"، على يد قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا شهد كل من محيط مدينة "سرت" التي تحصنت بها قوات اللواء المتقاعد "خليفة حفتر" بعد انسحابهم من مدينة "ترهونة" وقاعدة "الجفرة" الجوية جنوب "سرت" نشاطا تمثل في وصول طائرتين محملتين بمعدات عسكرية روسية الصنع بالاضافة الي وصول عدد كبير من مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية الى مدينة "سرت" وقيامهم بتلغيم محيطها خاصة من الجهة الجنوبية و الغربية لمنع قوات حكومة الوفاق الوطني من التقدم.
قال الناطق الرسمي بإسم القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" أن لديهم براهين ملموسة متمثلة في صور ومقاطع فيديو لتحليق مقاتلات روسية الصنع فوق قاعدة "الجفرة" لم تكن موجودة في ليبيا قبل معركة "ترهونة"، هذا وقد اعرب عن خوفه من تصعيد حدة النزاع الليبي بعد وصول اسلحة روسية ثقيلة ومقاتلات من نوع "ميغ29" و "سوخوي24"، الى ليبيا وسط نفي روسي للأمر بشكل نهائي.
وأضاف ذات المصدر أن عدد قوات المرتزقة الروس في المنطقة يقدر ب 2000 فرد وقد قاموا بزرع عدد كبير من الالغام في محيط مدينة "سرت" الليبية. هذا وقد أعرب الأمين العام لحلف شمال الاطلسي "ناتو" عن قلقة من التواجد الروسي في المنطقة واصفا الوضع في ليبيا بالخطر. وفي هذه الأثناء ذكرت وزارة الدفاع التركية في تغريدة على تويتر أن قواتها مستمرة في عملية ازالة الالغام التي زرعها المرتزقة الروس الداعمين "لحفتر".
ويأتي هذا تزامنا مع زيارة وزير الخارجية التركي "مولود جاويش اوغلو" لليبيا وتصريحه بانه بحث مع "فايز السراج" سبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحل النزاع سياسيا. في المقابل لا يزال موقف الدول الداعمة "لحفتر" بما فيهم روسيا رافضة لأي مبادرة فعلية لايجاد حل سياسي بعيدا عن العمل العسكري وايقاف اطلاق النار ولو بشكل مؤقت.