عادل عمروش: رحلة في عالم كرة القدم من الجزائر إلى أفريقيا


حَمَل ألوان العلم الوطني كأحد لاعبي كرة القدم المتميزين، وشغل مركز لاعب وسط في الميدان مقدّماً أداءً احترافياً في العديد من المباريات، ليتابع بعد ذلك مسيرته الكروية كمدرّب بسجلّ حافل. فمن هو عادل عمروش؟ 

عادل عمروش



 وُلد عادل عمروش بتاريخ 7 مارس 1968 ببلدية القبة بالجزائر العاصمة، وبدأ مشواره الكرويّ في سن مبكرة باللعب لصالح العديد من فِرق الشباب المحلية والمدرسية، لينضم بعدها الى صفوف لاعبي بعض الفرق الجزائرية الكبرى على غرار فريق شباب بلوزداد، أولمبي العناصر، شبيبة القبائل واتحاد العاصمة، ثم ينتقل بعدها للمشاركة في الدوري النمساوي فيلعب موسمه الكروي الوحيد قبل أن ينتقل إلى بلجيكا أين لعِب لمدة أربعة سنوات متنقّلاً بين ثلاث أندية مغمورة هناك. 

 اعتزل عمروش الحامل للجنسية البلجيكية الى جانب جنسيته الجزائرية اللعبَ هناك ليتفرغ لإتمام دراسته، فتحصّل على شهادةٍ من معهد البحوث العلمية في النظريات والمناهج الرياضية، كما تحصل على شهادة الاتحاد الأوروبي للمدربين المحترفين (eufa pro) في مملكة بلجيكا، وكذلك شهادة الماستر في الهندسة وطبيعة عمل النشاط البدني. 

 بدأ عمروش مزاولة مهنة التدريب سنة 1996 أين درّب بعض الأندية البلجيكية المغمورة، وفي سنة 2002 تم تعيينه كناخب لمنتخب غينيا الاستوائية فكانت تلك بداية مشواره كمدرّب في إفريقيا، ليتولى بعدها منصب مدرب منتخب البوروندي سنة 2007، ومن ثَمّ خاض التجربة ذاتها مع أحد نوادي جمهورية الكونغو الديمقراطية، فاكتسب خبرة كافية مكّنته من دخول عالم التحليل التلفزيوني كخبير في الكرة الإفريقية سواء على قنوات التلفزيون الجزائري أو حتى بعض القنوات العربية التي كانت أبرزها قناة beIn sport. 

 وعلى الرغم من تجربته الناجحة نسبياً في الإشراف على أحد النوادي التركية المغمورة، وبعض النوادي الأوكرانية، اختار عمروش العودة إلى القارة السمراء مشرفاً على المنتخب الكيني في الفترة الممتدة ما بين عاميّ 2012 و2014، وعلى العديد من المنتخبات والفِرق الأخرى فيما بعد والتي كان من بينها اتحاد الجزائر (2016) ، منتخب ليبيا (2018)، مولودية الجزائر في فترة ما بين 2018 و2019. واستكمالاً لمسيرته الكروية الإفريقية، ظفِر عادل عمروش بعد ذلك بمنصب ناخبٍ وطني لفريق بوتسوانا بموجب عقد مدّته ثلاث سنوات، بعد منافسة شرسة مع ما يقارب 40 مدرباً، ليتم اختياره خلفاً للتقني البوتسواني ديفيد برايت الذي تمّ إنهاء مهامه بسبب النتائج السلبية المسجلة. 

قاد بعدها عمروش المنتخب البوتسواني إلى تصفيات أمم إفريقيا نسخة الكاميرون 2021 ضمن مجموعة ضمّت الجزائر، زامبيا وزيمبابوي، استقبلت على إثرها بوتسوانا فريق "الخضر" بقيادة الناخب الوطني جمال بلماضي، ثم كانت بعدها المواجهة الثانية بالجزائر ضمن إطار الجولة السادسة والأخيرة من عمر التصفيات. 

فكان للجمهور متعة مشاهدة مقابلتين كرويتين جمعتا تقنيَّيْن جزائرييْن هما جمال بلماضي مع محاربي الصحراء الخضر، ومواطنه عادل عمروش مشرفاً على منتخب بوتسوانا، في حدثٍ غير مسبوق على مستوى المنتخبات. 

 تولى عمروش بعد ذلك مهمة تدريب منتخب اليمن (2022)، لينتهي بعدها مستقراً مع منتخب تنزانيا الذي يتقدم بخطى ثابتة نحو مباريات الكان والتي هي محطّ أنظار الجماهير الإفريقية والعالمية في الوقت الحالي. 

ولهذا السبب جهّز عادل عمروش لاعبي منتخبه ليتعاملوا مع الحدث بشكل متميز بعد أن كان من ضمن تحضيراتهم إجراء تربصهم التحضيري في العاصمة المصرية القاهرة، والذي اختُتم بمباراة ودية مع المنتخب المصري انتهت بفوز المنتخب المصري بنتيجة 2-0.

 وبمسيرته الحافلة في التدريب مع العديد من المنتخبات، المغمورةِ منها والمعروفة، سيواجه عمروش تحدياً مهماً وصعباً في المنافسة خلال الدور الأول ضمن المجموعة السادسة التي تضم منتخبات المغرب، جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم