توجهنا إلى مقر المجلس الولائي لولاية بجاية ، أين استقبلنا الرئيس برحابة صدر حيث أجرينا معه نقاش ثري في مختلف المجالات ، وكان موضوعنا الاساسي حول فكرة إقامة مسابقة أنظف قرية في الولاية التي تعتبر الأولى من نوعها ، وكذا التحدث عموما حول السياحة في ولاية بجاية.
تعرفنا على السيد مهني الذي يعتبر من أبناء الولاية ، تربى وترعرع بين جبال اكفادوا وكان أصغر رئيس منتخب في بلدية اكفادو سابقا ومسقط رأسه و هو في 35 من عمره ، وبعدها تولى المنصب الرئاسي للمكتب الولائي في بجاية وهو في عمر 37 سنة. يلقب برجل الميدان حيث تجده حاضر في كل المناسبات الرسمية والغير الرسمية، ويساند كل المشاريع الشابة التي تعود بالفائدة لصالح الولاية و البلد ، أجرينا حديثا شيقا أيت تناقشنا فيه حول الوضع السياحي في الولاية ،و هل من الممكن أن تتطور بعض القطاعات المهشمة والتي يمكن أن تكسب بجاية نوع أخر من الاستثمار السياحي .
أولا كيف جاءت فكرة إنشاء مسابقة أنظف قرية في ولاية بجاية؟ و هل كانت الفكرة متبناة من المخطط الذي عملت به ولاية تيزي وزو من اجل تسليط الضوء على السياحة الريفية أم أنه اجتهاد خاص من طرفكم؟
حدادو: أولا وقبل كل شيء ولاية بجاية ثرية جدا بمواقعها السياحية و معالمها التاريخية العريقة ، صحيح أن الفكرة المعمول بها كانت مستوحاة من القرى النشيطة والناشطة في ولاية تيزي وزو ، ونحن بدورنا أردنا أن ننهض بالقرى المتواجدة في بجاية ، وجعلها مناطق سياحية تستقبل نوع جديد من السياح ، وكسب استثمار من نوع أخر ، كما انه هذه الفكرة قد خلقت العديد من الصناعات والكفاءات الشابة والمواهب الخفية ، حيث نجد الأهالي يساندون بعضهم ويتنافسون من اجل نيل اللقب ، و الشيء الجميل في الأمر أنهم يستعملون الوسائل التقليدية و الأشياء الغير مستعملة من اجل تزيين قراهم وهذا ما نسميه إعادة التدوير ، وهذا يعتبر استثمار بحد ذاته .
ماتفسيرك للمشاركة الضئيلة للمداشر الأخرى في المسابقة خاصة و أن هناك بعض المداشر بدأت بالاستعداد التام وبعدها تراجعت عن ذلك؟ هل يعود ذلك إلى تهميش سكان هذه المناطق؟
حدادو: تعتبر هذه السنة الأولى التي ننظم فيه هذا النوع من المسابقات ، كما أنها الطبعة الأولى التي خصصناها للمغني الراحل جمال علام فأكيد ستكون المشاركة قليلة هذه السنة ، ونحن نأمل أن تتزايد و تطغى روح المشاركة بين القرى الاخري في الطبعات القادمة
أما فيما يخص المداشر الغير المشاركة في هذه المسابقة لا يعود إلى تهميش وإنما عدم استيعابهم به ما نوع هذه المسابقات كما قلت لكونها جديدة على الولاية، فنحن قبل الشروع فيها قمنا باستدعاء جميع رؤساء البلديات من اجل مناقشة المشروع و تحدثنا فيه مطولا لاستخراج نتيجة مرضية للجميع ، بالخصوص بعد الدعم الذي قدمه اللاعب السابق ومدرب ريال مدريد ابن المدينة زين الدين زيدان ودعمه ماليا من اجل تحقيق هذا النوع من التظاهرات وذلك في إطار الحملة الحسيسة والتوعية بأهمية حماية البيئة والمحيط و تشجيع القرى على القيام بحملات التنظيف الواسعة و تزيين المحيط.
وقد شاركت في هذه الطبعة أزيد من 120 قرية في مختلف البلديات والدوائر ، ونالت اللقب الأول قرية اقمون ايث عمر التابعة لدائرة ادكار و افتكاكها الجائزة الأولى بمبلغ مالي قدر ب 500 مليون سنتيمم و تاليها قرية زونتار بلدية شميني في المرتبة الثانية، و قد أخذت 12 قرية الأوائل جوائز رمزية ، وكل القرى المشاركة في هذه المسابقة قد منحناها جوائز مختلفة عرفانا منا على الجهد المبذول من طرفهم ، كما أصبحت كل القرى المشاركة نظيفة وجميلة بعد المسابقة المقامة وذلك ما خلق فيهم تحفيز كبير لتقديم الأفضل في المرات القادمة، لأننا نأمل أن تكون المرة المقبلة في طبعتها الثانية أكثر فاعلية و أقوى من حيث المشاركات .
هل الميزانية المستعملة في هذه المسابقة كانت من الميزانية الخاصة بالمداشر، أم هناك دعم مادي من جهات خاصة ؟
حدادو: لقد قدمنا كل الدعم المادي والمعنوي من طرفنا من اجل إنجاح هذه التظاهرة ، كما قلت بعد أن استدعينا رؤساء البلديات قمنا بدعمهم ماديا من اجل دعم المداشر التابعة للبلديات التي شاركت في المسابقة ، حيث أنفقنا أكثر من 6 ملايير سنتيم إلى جانب الدعم الذي قدمه اللعب زين الدين زيدان .
من أجل النهوض بالسياحة في عاصمة الحماديين ، كيف يمكن أن نقدمها للعالم وكسب اكبر عدد من السياح، باعتبار بجاية محصورة التعريف بيما قورايا و رأس كربون ؟
حداو: دعيني أقول لك أن بجاية خلقها الله جنة، فهي تعرف نفسها بنفسها ، فبجاية ليست فقط رأس كربون أو يما قوريا
فهي معروفة بتاريخها العريق، فقد كانت قبلة للعلماء منذ الأزل والفلاسفة عبر الزمن ،بجاية التي زارها ليوناردو دافينشي وعشقها الفيلسوف ريمولول وقرأ فيها مقدمته الشهيرة العلامة ابن خلدون .
مدينة بجاية قد حظيت بمكانة علمية وأصالة تاريخية ، فقد كانت تعج بالعلم والعلماء ، فلا تنسي أن الشهيرة شانيل قد ألهمتها المنار الموجودة في بجاية كرأس كربون وقورايا .
كما تعلم أن وزارة السياحة والديوان الوطني للسياحة والأسفار قد نظمت برنامج سياحي عبر الوطن، أين ستقام جولات مختلفة، فبداياتها كانت تلمسان وبعدها تسمسيلت وذلك من اجل الترويج للسياحة الداخلية الجزائرية ودعم القطاع السياحي ، فإن كانت بجاية ضمن الجولة السياحية ماذا ستقدم بجاية للترويج لسياحتها الداخلية؟
حدادو: أكيد نتمنى أن تكون ضمن البرنامج بل يسعدنا ذلك ، رغم أن بجاية لا تحتاج لأن تبرر للزائر سبب ولوجها ، فهي جد ثرية حيث نجد فيها بحيرات متنوعة أشهرها بحرية اكفادوا ، توجة ، لقصر، وبحيرة تامدة ، ولعشاق البحر فساحل بجاية طويل و متنوع من شواطئ رملية وأخرى معزولة و غيرها تمتزج فيه زرقة البحر و اخضرار الغابات ... وأكيد لا نأكل حق أعلى منارة طبيعية في العالم التي تتواجد في رأس كربون خليج بجاية ..
ثراء بجاية بوديانها وأشهرهم واد الصومام الذي يخترق عدة بلديات، ولهواة التسلق والمغامرات ستجد مغارات عديدة منها التي تتواجد بأوقاس ومغارة خراطة، وقلدمان في اقبوا ، توجد الحظيرة الوطنية قورايا الثرية بالثروة الحيوانية والنباتية ، وسدودها التي أصبحت ملاذا لمحبي التخييم والرياضة الجبلية .
الذي أريد قوله انه عندما تحكي عن بجاية الكلمات لا تكفي لوصف جمالها ، وعندما تتحدث عن تاريخها فالوقت لا يكفي لنقص ما تركته لنا من ارث حضاري وتاريخي عريق ، فالقصبة وحدها كفيلة أن تسترجع لنا ذكريات الماضي وتحكي لنا عن تاريخ العلماء والمؤرخين الذين صالوا وجالوا بين أزقتها .
كيف يمكن الترويج لمثل هذه المعالم السياحية والمواقع الأثرية التي تزخر بها الولاية؟
حدادو: بصفتي رئيس المجلس الشعبي الولائي قمت باستدعاء كل الوكالات السياحية و مدراء الفنادق وكل من يخص القطاع السياحي ، إلى جانب المستثمرين الخواص وذلك من أجل دراسة الإستراتجية السياحية التي ستنهض بولاية بجاية ، والعمل على تطوير هذا القطاع من جميع النواحي لخلق قاعدة ثابتة تمكن السائح من نيل مراده عند زيارته للولاية .
في الأخير سيدي الرئيس ماذا يمكنك القول في الكلمة ختامية ؟
أشكركم على هذه الزيارة ، ونتمنى أن نرفع من مستوى الذي يخص الجانب السياحي كونه مهمش بعض الشيء رغم كل المعطيات المتوفرة ، لكن سيكون ضمن مشاريعنا القادمة من اجل استقطاب اكبر عدد ممكن من السياح و تقديم الأفضل لهم أجنبي كان أو جزائري فإعطاء قيمة لهم يعتبر ذلك ميزة تعود على ولاية بجاية .
حاورته مريم شالقو
