مستقبل المحروقات بين الواقع وأمال السنة المقبلة


لعبت جائحة كورونا دوراً مهماً في تذبذب الاقتصاد العالمي والتوقعات المستقبلية في أسواق النفط والغاز، وبالرغم من المكاسب التي حققتها أسعارها مؤخراً والتي تعد الأعلى منذ اجتياح الوباء مطلع العام الجاري، إلا أنَّ الأخطار لازالت تلاحق الأسواق العالمية في ظل التذبذبات المستمرة في السوق والتي عرفت تحسناً محسوساً مع النمو التدريجي للطلب العالمي على الوقود والطاقة، مما يشير إلى استقراره وعودته بشكل تدريجي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، خاصة في ظل تحركات منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" و"أوبك+" لدعم السوق والأسعار وذلك بتقليص الإنتاج في العديد من المرات إلاَّ أن حالة الغموض لاتزال مسيطرة على الوضع مالم تتمكن "أوبك" و حلفاءها من السيطرة على المعروض النفطي إلى حين تحسن الأوضاع، الشيء الذي سيسبب مزيداً من المشكلات بين أعضاء المنظمة خلال مطلع العام المقبل كما يرى العديد من المحللين. 
 
وفي سياق متصل بالموضوع فإن الإدارة الأمريكية المنتخبة حديثاً، ربما تتجه إلى إغلاق جزئي، وهذا بالطبع سيؤثر في أسعار النفط إذ من المتوقع أن تستمر في الارتفاع حتى الربع الأول من العام المقبل، على أن تعود للانخفاض مجدداً بحلول الربع الثاني من العام 2021. إلى ذلك، وفي خضم هذه التقلبات يرتقب أن تسجل بلادنا تراجعا في إنتاج المحروقات نهاية السنة الجارية بنسبة 8 بالمائة مقارنة ب 2019 ليستقر في حدود 143 مليون طن، في حين أن الغاز الطبيعي سيرتفع مستوى تصديره في 2021 إلى 51 مليار م3، بما في ذلك 37 مليار م3 عبر خط أنبوب الغاز و1 مليار م3 في شكل غاز طبيعي مميع بعدما عرف انخفاضا خلال السنة الحالية كما صرح وزير الطاقة عبد المجيد عطار خلال جلسة للجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني. 
 
ز.طواهري

إرسال تعليق

أحدث أقدم